بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
مقال جميل
امرأة لكل الرجال
للكاتب الأستاذ/عبده خال ، بصحيفة عكاظ
إذا أردت أن تعرف زوجين سعوديين في أي مكان (داخل البلد أو خارجها) فيمكنك معرفة ذلك وبسهولة ، فمن خلال طريقة مشيتهما ستعرف حيث يسير الذكر في الأمام كديك مغتر بعرفه بينما زوجته تسير خلفه مرتبكة الحركة وهي تتابع التفاتات زوجها الشاكة والزاجرة لكل حركة تقوم بها تلك المسكينة.
ولذلك لا تجد في البلد زوجا سعوديا يمسك بيد زوجته في أي مكان ، هذه القاعدة جعلت من تشابك يدي رجل وامرأة من المحرمات اجتماعيا، ولو رآك أحد تشبك يدك بيد امرأة فهذا يعني أن المرأة التي معك هي (صيدة) وعليه أن يساومك في مشاركتك افتراسها أو ينتدب نفسه ناهيا عن هذا المنكر (بتصفيق وجهك) حتى تؤوب عن غيك.
وهذا ما حدث للمواطن الذي تعرض للضرب داخل الحرم المكي الشريف على يد أحد ضباط الأمن (كما نشر في عكاظ يوم الخميس الماضي)، وبرر رجل الأمن سلوكه بسبب الطريقة التي كان يمسك بها الرجل يد زوجته ، واصفاً إياها بـ«المسكة المريبة»، وموجهاً إليه الاتهام بأنها ليست زوجته.
هكذا تبرع الضابط المحترم في حياكة التهمة لمجرد إظهار الحب (من رجل لزوجته)، ويبدو أن الضابط لديه معرفة بأن أفراد الشعب السعودي لا يحبون زوجاتهم.. فاكتشف مباشرة أن المتماسكين محبان لبعضهما وهذا شذوذ عن القاعدة.
ويبدو أن المواطن المسكين لازال غرا (متزوج منذ خمسة أيام) لا يعرف القاعدة الذهبية: أن لا تمسك يد زوجتك أو ابنتك أو حتى أمك فربما تجد في طريقك من يغار على دينه ويشك في خلق الله كلهم بأنهم ليسوا على الصراط المستقيم، فيشبعك ضربا و إهانة لكون جسدك الذكوري لامس امرأة في مكان عام (بغض النظر عما تكون بالنسبة لك.
انتشار هذه الظنون السوداء بين أفراد المجتمع يقودنا إلى قراءة ثقافية تؤكد أن جل أفراد المجتمع يسير بذاكرة جنسية وقد ألغى الجوانب الإنسانية الأخرى عند رؤية أي منظر التصاق بين رجل وأنثى، مجتمع يجعل المرأة مستودعا للرغبات ولا شيء غير ذلك، فلا يمكن أن تكون هذه المرأة مريضة أو عمياء أو معتوهة أو محبوبة (من قبل زوجها طبعا) فيخشى عليها من (الهواء الطاير).. المهم إياك ثم إياك أن تمسك بزوجتك في أي مكان آخر فعيون أصحاب النوايا السيئة تجول وهي على أتم الاستعداد لتعليمك الأدب والفصل بينكما وإقامة الجدار العازل إن تطلب الأمر ذلك.
وأعود إلى الضابط الهمام الذي استغل منصبه الوظيفي (فالخبر يشير أنه لم يكن بزيه الرسمي )، وأسأل هل تمنحك رتبتك العسكرية الحق في ضرب عباد الله بمجرد الشك، ثم ألم يردع هذا الضابط قدسية المكان لأن يحسن الظن برجل وامرأة يطوفان ببيت الله وهما متشابكا الأيدي، فإذا لم يتوفر حسن الظن لدينا ونحن في بيت الله فمن باب أولى أن نشك بعصفور يقف مغردا فوق شجرة ونقذفه بالحجر فلربما كانت وقفته لإحداث منكر قادم.
أخيرا على نساء البلد أن يعرفن الآن لماذا نحن (ذكور البلد) لسنا برومانسيين كبقية رجال العالم، حينما تشتكي إحداهن من أن زوجها لا يمسك بيدها بل يأمرها بالسير خلفه كمعزة ضالة.. نحمد الله أن هذه الحادثة وقعت وفي بيت الله الحرام حتى لا تطالب امرأة زوجها أن يمسك بيدها في الطرقات حتى إذ هم بفعل ذلك عليها أن تنهره بفحش (بلاش قلة أدب)!!
عبده خال
وتحياتي لكم
الكحلي
اللهم صلى على محمد وال محمد
مقال جميل
امرأة لكل الرجال
للكاتب الأستاذ/عبده خال ، بصحيفة عكاظ
إذا أردت أن تعرف زوجين سعوديين في أي مكان (داخل البلد أو خارجها) فيمكنك معرفة ذلك وبسهولة ، فمن خلال طريقة مشيتهما ستعرف حيث يسير الذكر في الأمام كديك مغتر بعرفه بينما زوجته تسير خلفه مرتبكة الحركة وهي تتابع التفاتات زوجها الشاكة والزاجرة لكل حركة تقوم بها تلك المسكينة.
ولذلك لا تجد في البلد زوجا سعوديا يمسك بيد زوجته في أي مكان ، هذه القاعدة جعلت من تشابك يدي رجل وامرأة من المحرمات اجتماعيا، ولو رآك أحد تشبك يدك بيد امرأة فهذا يعني أن المرأة التي معك هي (صيدة) وعليه أن يساومك في مشاركتك افتراسها أو ينتدب نفسه ناهيا عن هذا المنكر (بتصفيق وجهك) حتى تؤوب عن غيك.
وهذا ما حدث للمواطن الذي تعرض للضرب داخل الحرم المكي الشريف على يد أحد ضباط الأمن (كما نشر في عكاظ يوم الخميس الماضي)، وبرر رجل الأمن سلوكه بسبب الطريقة التي كان يمسك بها الرجل يد زوجته ، واصفاً إياها بـ«المسكة المريبة»، وموجهاً إليه الاتهام بأنها ليست زوجته.
هكذا تبرع الضابط المحترم في حياكة التهمة لمجرد إظهار الحب (من رجل لزوجته)، ويبدو أن الضابط لديه معرفة بأن أفراد الشعب السعودي لا يحبون زوجاتهم.. فاكتشف مباشرة أن المتماسكين محبان لبعضهما وهذا شذوذ عن القاعدة.
ويبدو أن المواطن المسكين لازال غرا (متزوج منذ خمسة أيام) لا يعرف القاعدة الذهبية: أن لا تمسك يد زوجتك أو ابنتك أو حتى أمك فربما تجد في طريقك من يغار على دينه ويشك في خلق الله كلهم بأنهم ليسوا على الصراط المستقيم، فيشبعك ضربا و إهانة لكون جسدك الذكوري لامس امرأة في مكان عام (بغض النظر عما تكون بالنسبة لك.
انتشار هذه الظنون السوداء بين أفراد المجتمع يقودنا إلى قراءة ثقافية تؤكد أن جل أفراد المجتمع يسير بذاكرة جنسية وقد ألغى الجوانب الإنسانية الأخرى عند رؤية أي منظر التصاق بين رجل وأنثى، مجتمع يجعل المرأة مستودعا للرغبات ولا شيء غير ذلك، فلا يمكن أن تكون هذه المرأة مريضة أو عمياء أو معتوهة أو محبوبة (من قبل زوجها طبعا) فيخشى عليها من (الهواء الطاير).. المهم إياك ثم إياك أن تمسك بزوجتك في أي مكان آخر فعيون أصحاب النوايا السيئة تجول وهي على أتم الاستعداد لتعليمك الأدب والفصل بينكما وإقامة الجدار العازل إن تطلب الأمر ذلك.
وأعود إلى الضابط الهمام الذي استغل منصبه الوظيفي (فالخبر يشير أنه لم يكن بزيه الرسمي )، وأسأل هل تمنحك رتبتك العسكرية الحق في ضرب عباد الله بمجرد الشك، ثم ألم يردع هذا الضابط قدسية المكان لأن يحسن الظن برجل وامرأة يطوفان ببيت الله وهما متشابكا الأيدي، فإذا لم يتوفر حسن الظن لدينا ونحن في بيت الله فمن باب أولى أن نشك بعصفور يقف مغردا فوق شجرة ونقذفه بالحجر فلربما كانت وقفته لإحداث منكر قادم.
أخيرا على نساء البلد أن يعرفن الآن لماذا نحن (ذكور البلد) لسنا برومانسيين كبقية رجال العالم، حينما تشتكي إحداهن من أن زوجها لا يمسك بيدها بل يأمرها بالسير خلفه كمعزة ضالة.. نحمد الله أن هذه الحادثة وقعت وفي بيت الله الحرام حتى لا تطالب امرأة زوجها أن يمسك بيدها في الطرقات حتى إذ هم بفعل ذلك عليها أن تنهره بفحش (بلاش قلة أدب)!!
عبده خال
وتحياتي لكم
الكحلي